الأربعاء، ١٧ نوفمبر ٢٠١٠

الفضة والنانو تكنولوجي - دخلت صناعة النانو حيز التطبيق

خلت صناعة النانو حيز التطبيق في مجموعه من السلع التي تستخدم نانو جزيئات الأكسيد على أنواعه "الألمنيوم والتيتانيوم وغيرها ". خصوصا في مواد التجميل والمراهم المضادة للأشعة. فهذه النانو جزيئات تحجب الأشعة فوق البنفسجية UVكلها ويبقى المرهم في الوقت نفسه شفافا وتستعمل في بعض الألبسة المضادة للتبقع.

وقد تمكن باحثون في جامعة هانج يانج في سيئوول من إدخال نانو الفضه إلى المضادات الحيوية.

وسينزل عملاق الكمبيوتر "هاولت باكارد " قريبا إلى السوق رقاقات يدخل في صنعها نانو اليكترونات قادرة على حفظ المعلومات أكثر بآلاف المرات من الذاكرة الموجوده حاليا. وقد تمكن باحثون في IBM وجامعة كولومبيا وجامعة نيو أورليانز من تملق وجمع جزيئين غير قابلين للاجتماع إلى بلور ثلاثي الأبعاد. وبذلك تم اختراع ماده غير موجودة في الطبيعة " ملغنسيوم مع خصائص مولده للضوء مصنوعة من نانو " و" أوكسيد الحديد محاطا برصاص السيلينايد ". وهذا هو نصف موصل للحرارة قادر على توليد الضوء. وهذه الميزة الخاصة لها استعمالات كثيرة في مجالات الطاقة والبطاريات. وقد أوردت مجله الايكونوميست مؤخرا أن الكلام بدأ عن ماده جديدة مصنوعة من نانو جزيئات تدعى قسم " Quasam " تضاف إلى البلاستيك والسيراميك والمعادن فتصبح قويه كالفولاذ خفيفة كالعظام وستكون لها استعمالات كثيرة خصوصا في هيكل الطائرات والأجنحة، فهي مضادة للجليد ومقاومه للحرارة حتى 900درجه مئوية

وأنشأت شركة كرافت Kraft المتخصصة في الأغذية السنة الماضية اتحاد الأقسام البحوث العلمية لاختراع مشروبات مبرمجه.

ويقول الدكتور اريك دريكسلر " ليس هناك من حدود، استعدوا للرواصف الذين سيبنون كل شيء. من أجهزة التلفزيون إلى شرائح اللحم بواسطة تركيب الذرات ومركباتها واحده واحده كقطع القرميد، بينما سيتجول آخرون في أجسامنا وفي مجارى الدم محطمين كل جسم غريب أو مرض عضال، وسيقومون مقام الإنزيمات والمضادات الحيوية الموجودة في أجسامنا. وسيكون بإمكاننا إطلاق جيش من الرواصف غير المرئية لتتجول في بيتنا على السجاد والرفوف والأوعية محوله الوسخ والغبار إلى ذرات يمكن إعادة تركيبها إلى محارم وصابون وأي شيء آخر بحاجه إليه ".

وقد أحدث برنامج في الولايات المتحدة باسم مبادرة تقانة نانوية أمريكية لتنسيق الجهود المتعددة في هذا الحقل العلمي الجديد.

استطاعت شركة سامسونج من خلال بعض من منتجاتها المنزلية مثل الثلاجات وأجهزة تكيف الهواء تقديم واستخدام ما يطلق عليه بالإنجليزية nano-silver كطبقة تغلف الأسطح الداخلية لهذه المنتجات ، وتعمل الطبقة والمكوّنة من مادة الفضة المعروف عنها مقاومتها للبكتيريا والفطريات ومنعها من النمو ، وتحتوي هذه الطبقة الفضية على أيونات الفضة التي تعمل بدورها على مقاومة أي نشاط بكتيري لأنها تؤثر سلبا على عمليات الأيض الخلوية لدى خلايا البكتيريا والفطريات .

ومعروف عن الفضة قتلها للكائنات الدقيقة والبكتيريا والفطريات ، فقد كان العرب قديما يستخدمونها لتقنية الماء ، بوضع قطع معدنية فضية في قرب الماء المصنوعة من جلد الماعز ، ومع اهتزاز القرب أثناء مسيرة القافلة تحتك القطع ببعضها البعض لتكوّن مسحوق ذائب فائق في النعومة يعمل على قتل البكتيريا ولا يضر الإنسان.

أيونات الفضة تصيب عمليات النقل على أغشية الخلايا البكتيرية بالخلل ، بتأثيرها على منع انتقال الإلكترونات على الأغشية الخلوية مما يوقف تماما عمليات النقل على جدران الخلايا الذي بدوره يحول دون انتقال المواد الجرثومية من وإلى الخلايا البكتيرية أو الفطرية ، وهذا يمنع وجود أي روائح كريهة ويمنع كذلك بقاء أي بكتيريا أو فطريات .

عرفنا منذ القدم خصائص الفضة ، ولكن مع تقنية النانو فإنه يمكننا تفعيل والاستفادة إلى أقصى درجة من هذه الخصائص ، فبدلا من وضع قطعة معدنية فضية داخل جدران الأجهزة المنزلية الحساسة مثل الثلاجات فإن التقنية تسمح لنا بتصنيع طبقات غاية في الرقة وغاية في الفاعلية في مقاومة النشاط البكتيري والفطري بأقل استهلاك ممكن للفضة وبفاعلية قد لا يتصورها أي مستخدم أو مقتني للفضة عبر العصور السابقة .

ويمتد استخدامنا للفضة إلى المجال الطبي ، فالبتطوير يمكننا تصنيع ضمادات جروح تحتوي على طبقات نانويَة فضيّة تعمل بدورها على منع تكاثر ونمو البكتيريا على الجروح والقروح الجلدية وما إلى ذلك ، حتى أنك قد تشاهد إعلانات تلفزيونية قريبا تعلن عن سراويل أو فوط صحيّة تحتوي على الفضة كمادة مقاومة للبكتيريا والفطريات والجراثيم .

وفي النهاية فإن النانو فضة أو ال nano-silver صديقة للبيئة ، وفي الحين الذي تقوم فيه بقتل أكثر من حوالي 650 نوع من البكتيريا فإنها لا تضر الإنسان ولا تسبب أي ضرر يذكر على البيئة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق